
أكد مشاركون في ( مؤتمر قمة الشركاء الاجتماعيين من أجل التشغيل في إفريقيا ) ، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، أن الدينامية الاقتصادية التي تشهدها القارة الإفريقية لا تساهم بشكل كاف في حل معضلة البطالة بالقارة.
وأوضحوا في تدخلات خلال هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يومي 14 و 15 دجنبر الجاري ، أن إفريقيا سجلت خلال السنوات الأخيرة معدلات نمو هامة، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على المستوى الاجتماعي ، خاصة في الشق المتعلق بتشغيل الشباب الإفريقي.
وفي هذا الصدد، أبرزت السيدة مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ( الجهة المنظمة )، أن النمو المسجل بالقارة الإفريقية لا يساهم في خلق فرص شغل كافية لشباب القارة ، معتبرة ذلك بمثابة " مفارقة غير مفهومة ".
واعتبرت أن النهوض بالتشغيل على مستوى القارة يتطلب ثورة تشمل العقليات والنظرة لعالم المقاولات، خاصة من جانب الشباب ، فضلا عن الانخراط في مجموعة من الإصلاحات ، مشيرة في هذا السياق إلى أن جل شباب القارة يرون أن استقرارهم الاجتماعي يتحقق عبر وظائف الدولة ، و"لذلك يتعين تغيير هذا المنطق من خلال المراهنة على عالم المقاولات وروح المبادرة ".
كما أكدت أن تظافر جهود الأفارقة يمكنه حل معضلة بطالة الشباب ، وذلك من خلال تشجيع الاستثمارات المنتجة للثروة وفرص الشغل.
ومن جهته، قال السيد مامادو ديالو عن الكونفدرالية الدولية للنقابات ، إن الدينامية الاقتصادية التي تشهدها القارة الإفريقية لا تنعكس إيجابا على بطالة الشباب وعلى الوضعية المعيشية للمجتمعات ، مذكرا بأن القارة سجلت معدلات نمو تراوحت بين 4 و 6 بالمائة خلال السنوات الأخيرة.
وشدد في هذا الإطار على ضرورة بلورة رؤية استراتيجية مبنية على تطلعات الشعوب الإفريقية ، مشيرا إلى أهمية تعبئة الموارد الداخلية والخارجية في إطار استثمارات تغطي مجالات حيوية كالطاقة والفلاحة ، والبنيات التحتية ، والخدمات الاجتماعية.
وفي معرض تطرقه للعلاقة بين النقابات وأرباب العمل على مستوى القارة ، قال السيد ديالو إن تحقيق السلم الاجتماعي يتطلب الحوار واحترام حقوق العمال.
أما السيد أنياس شوما، المدير الجهوي للمكتب الدولي للعمل ( فرع إفريقيا )، فاعتبر أن خلق الثروة وفرص الشغل بالقارة الإفريقية يتطلب الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية من خلال تشجيع ريادة الأعمال .
كما أكد أن تشغيل الشباب بالقارة الإفريقية ، الذين يشكلون حوالي 60 بالمائة من سكان القارة ، يساهم في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر ، الذي ينعقد تحت شعار "من أجل كتاب أبيض حول التشغيل بإفريقيا " ، يعرف مشاركة أزيد من ثلاثين منظمة لأرباب العمل في إفريقيا وست مركزيات نقابية للعمال، قارية وجهوية، ومسؤولين مغاربة وأفارقة وممثلي مؤسسات من القطاعين العام والخاص.
ويروم هذا المؤتمر بلورة رؤية موحدة للمشغلين والعمال حول إشكالية التشغيل في إفريقيا واعتماد كتاب أبيض من أجل التشغيل في القارة السمراء وبلورة استراتيجيات لإنعاشه.
ويأتي هذا المؤتمر ، المنظم بتعاون مع المنظمة الدولية للمشغلين والمكتب الدولي للعمل ، في أعقاب المناظرة الإفريقية الأولى للتشغيل، المنعقدة في نونبر من عام 2013 بالعاصمة الاقتصادية للمملكة تحت شعار "تنمية استراتيجيات لخلق فرص الشغل في البلدان الإفريقية.. مساهمة الاستراتيجيات القطاعية ".
المزيد