باريس، 25، 26 و27 يوليوز - شارك السيد محمد خالد العلمي، رئيس فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية (FEA)، في بعثة للاستشارة والمواكبة مع مسؤولي قسم التكوين التابع لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومسؤولين من المكتب المغاربي لمنظمة اليونسكو والمعهد الوطني لحرف الفن-باريس (INMA).
وجاء هذا الاجتماع عقب تبادل للآراء مع المعهد الوطني لحرف الفان بباريس، وفي إطار مهام المصلحة العامة التي ينفذها المعهد. وفي هذا السياق أشار المكتب المغاربي لمنظمة اليونسكو (المغرب، الجزائر، موريتانيا، ليبيا، تونس) إلى الحاجة إلى مواكبة تنظيم برنامج لاكتشاف "الكنوز البشرية الحية" في فرنسا.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم الاعتراف بالمملكة المغرب عالميا كـ"معهد حي للصناعة التقليدية"، التي تشكل مكونا أساسيا من مكونات التراث الثقافي اللامادي، حسب بنود اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 من أجل صون التراث الثقافي اللامادي، والتي يعتبر المغرب عضوا فيها منذ سنة 2006.
وقد مكّن برنامج الحفاظ على الحرف اليدوية المهددة بالانقراض، الذي وضعته الوزارة المعنية، من إنشاء منصة رقمية تحمل اسم "المعلم"، بهدف نسخ التقنيات والمعارف المرتبطة بهذه الحرف ونقلها بين الأجيال. وأتاح هذا البرنامج توثيق ونسخ 32 حرفة تقليدية فنية وإنتاجية، حتى 2021.
وشهدت السنوات الأخيرة ظهور وعي متزايد بأهمية المكون غير المادي للتراث، لا سيما بعد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، سنة 2014 بمناسبة عيد العرش، والذي أكد من خلاله على أهمية رأس المال غير المادي كعنصر إنتاجي في الاقتصاد والتنمية المستدامة للبلاد.
وتهدف الاتفاقية الموقعة، مع المديرة العامة لليونسكو في 17 أكتوبر 2017، إلى تزويد قطاع الصناعة التقليدية المغربية بآلية دائمة لحصر التراث غير المادي المرتبط بالحرف اليدوية المغربية، تسمح فيما بعد بالاعتراف الرسمي، من طرف اليونسكو، بحرفيي الصناعة التقليدية المغربية، الحاملين لهذا التراث، كـ"كنوز إنسانية حية".