مراكش، 22 يونيو 2022- قال رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، اليوم الأربعاء بمراكش، إن الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة حقيقية، يتعين اغتنامها، لتسريع التنمية الاقتصادية للمغرب وللقارة الإفريقية.
وفي كلمة له، خلال جلسة عامة في إطار أشغال الدورة الثانية للقمة العالمية للطاقة (World Power-to-X Summit)، والتي تناولت موضوع "الاقتصاد وفرص الاستثمار: اقتصاد 'Power-to-X'، محفز لاتحاد جديد بين أوروبا وإفريقيا"، أكد السيد العلج أهمية استباق وإرساء آليات مواتية ومبتكرة حتى تستفيد المملكة من 'Power-to-X' على النحو الأمثل.
وأبرز الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء الضخم، الذي يتناول موضوعا آنيا ومستقبليا، وذا رهان وطني ودولي، مشيرا إلى أن المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط، بشكل مبكر، في مسلسل التنمية المستدامة وباشر عدة أوراش مهيكلة من أجل أجرأة انتقاله الطاقي والإيكولوجي، بهدف بلوغ نسبة 52 بالمئة من الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني في أفق العام 2030.
ورحب السيد العلج بالإشادة العالمية بالمغرب بفضل الجهود التي يبذلها في هذا الاتجاه، والتي جعلت منه رائدا إفريقيا في المجال، كما أوضح أن إزالة الكربون من الصناعة أصبح اليوم من أولويات الفاعلين الاقتصاديين، بسبب دخول آلية تعديل الكربون حيز التنفيذ على الحدود الأوروبية، ولكن أيضًا في ضوء الزيادة الحادة الأخيرة في أسعار الوقود الأحفوري.
وقال: "لتحقيق هدف إزالة الكربون، نحن ندرك أن استخدام الطاقات المتجددة ضروري بالتأكيد، لكنه ليس كافياً"، مشيرًا إلى أن التقنيات المتعلقة بـPower-to-X، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، تقدم نفسها اليوم كبدائل موثوقة، تمكن من تقليص استعمال الغاز والاحتراق مع معالجة مشكل تخزين الطاقات المتجددة".
وأكد السيد العلج في هذا السياق أن إمكانات المغرب في مجال الطاقات المتجددة، وقربه الجغرافي من القارة الأوروبية، وكذلك جذوره القوية في إفريقيا، كلها إمكانات تتيح للمملكة أن تصبح لاعبا رئيسيا وأساسيا في إنتاج الجزيئات الخضراء، مشيرًا إلى أن الطلب المتزايد على هذه المكونات الجديدة بدون انبعاثات كربونية يجعلها صناعة مستقبلية حقيقية.
وأفاد السيد العلج بأن مجلس الطاقة العالمي بألمانيا بوأ المغرب مكانة ضمن 5 بلدان ذات إمكانات إنتاجية وتصديرية كبيرة بشأن الجزئيات الخضراء (الأمونياك، والميثانول..)، مشيرا إلى أنه بإمكان المملكة حيازة نسبة 4 بالمئة من السوق العالمية للهيدروجين، أي ما يناهز 3 ملايير دولار.
وخلص إلى أن "هذه السلسلة ستمنح بلادنا، في أفق سنة 2030 وما بعدها، إمكانات هامة بشأن إحداث القيمة وفرص الشغل".
وأوضح من ناحية ثانية أن الهيدروجين الأخضر، كمصدر نظيف ومتجدد للطاقة، سيمكن كلاً من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي من تحقيق الأهداف المحددة في الصفقة الأوروبية الخضراء وأجندة 2063 على التوالي، مشيرًا إلى أن هذا المورد الجديد يعتبر حيويا، خاصة بالنسبة لإفريقيا حتى تتمكن من تقديم خدمات طاقية فعالة وموثوقة لسكانها، لصالح التنمية الاقتصادية المستدامة، والتكامل الإقليمي الراسخ بقوة، والمساهمة في تصنيع دول القارة.
وخلص السيد العلج إلى أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يصبح أيضًا منتجًا مهمًا للتصدير من إفريقيا إلى أوروبا، من أجل استبدال الوقود الأحفوري واستكمال مسلسل الانتقال الطاقي.
وتهدف هذه القمة، التي ينظمها معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN)، بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى مناقشة الاستراتيجيات المبتكرة في مجال الهيدروجين الأخضر، وإبرام شراكات من أجل عصر جديد للطاقة النظيفة.
وتعد القمة العالمية للطاقة منصة للنقاش حول العصر الجديد للطاقة النظيفة القائمة على الهيدروجين الأخضر، مع الاهتمام، أساسا، بتوحيد الجهود وتقديم إجابات ملموسة لمختلف التحديات المرتبطة بتطوير الطاقات الجديدة في المملكة.